أفغانستان، قانون الأخلاق كاريكاتير بتاريخ 25/08/2024 في CTXT
في عام 2021، سيطرت حركة طالبان على أفغانستان وسرّعت الولايات المتحدة من وتيرة انسحاب قواتها المعلن، عندما أنشأت حكومة الأمر الواقع وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
في ذلك الوقت، وعلى مدى عدة أيام، أتذكر أن محللين مختلفين كانوا في اليوم السابق خبراء في الأمور الوبائية، تحولوا إلى خبراء في شؤون طالبان الذين أخبرونا أن هذه الدفعة الجديدة من طالبان أقل سوءًا وأنها لن تتصرف بشكل سيء كما في الماضي، ولكننا سنرى.
حتى أن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم زعيم طالبان، قال في ذلك الوقت إنه "لن يكون هناك انتقام" ووعد بـ"حكومة إسلامية شاملة" - يجب أن تعترف بأنهم أسياد الفكاهة السوداء.
وبعد أقل من عام، أي في عام 2022، أصدرت سلطة طالبان أمرًا عاجلًا يحظر "حتى إشعار آخر" قبول النساء في الجامعات الحكومية والخاصة في جميع أنحاء البلاد.
وقد سنوا الآن قوانين جديدة بعد أن وافق عليها المرشد الأعلى هبة الله أخوند زاده "لتنظيم" جوانب الحياة اليومية مثل الموسيقى والنقل العام والحلاقة والاحتفالات، من بين أمور أخرى. ومرة أخرى تخسر النساء مرة أخرى، وهو ما لم يفاجئ أحدًا.
وتعد الوثيقة المكونة من 114 صفحة، والتي نُشرت على الموقع الإلكتروني للوزارة، أول إعلان رسمي لقوانين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أفغانستان. وتشمل التدابير حظر سماع صوت المرأة في الأماكن العامة ورؤية وجهها في الشارع.
وتؤثر الكثير من التدابير على النساء اللواتي يبدو المستقبل قاتماً بالنسبة لهن. فهن مطالبات بتغطية وجوههن وأجسادهن لتجنب"التسبب في الفتنة"، لذا"يجب عليهن عدم ارتداء ملابس جذابة أو ضيقة أو كاشفة". كما يحظر عليهن أيضاً وضع مستحضرات التجميل أو العطور، في محاولة لمنعهن من تقليد"أنماط لباس النساء غير المسلمات".
وترى الأمم المتحدة أن "التصديق على "قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، الذي يتضمن 35 مادة تتضمن قيودًا كبيرة على الشعب الأفغاني، مع آليات تنفيذ تعسفية وربما صارمة"، وحظر طالبان على النساء من التحدث والظهور سافرات في الأماكن العامة، يقدم "رؤية مؤلمة" لمستقبل أفغانستان.
كل شيء تلمسه الولايات المتحدة ينتهي بنفس الطريقة، أو أسوأ من ذلك. فمنذ أن أطاحت الولايات المتحدة بمحمد عمر في عام 2001، الذي ساعدته اقتصاديًا وعسكريًا خلال الحرب الأفغانية الأولى (1978-1992)، لرفضها تسليم أسامة بن لادن دون طلب رسمي بتسليمه، لقي أكثر من 150,000 شخص حتفهم واستنزف الأمريكيون حوالي 978 مليار دولار، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة براون عام 2019.
