وقفة تكتيكية

 
وقفة تكتيكية

وقفة تكتيكية رسم كاريكاتوري بتاريخ 22/06/2024 في CTXT

قبل أيام قليلة، أعلنت إسرائيل عن "توقف تكتيكي" في نقطة معينة على طريق في جنوب غزة "لتسهيل المساعدات". إلا أن نتنياهو أكد بعد ذلك بوقت قصير أنه لم يتم إبلاغه بهذا "التوقف التكتيكي" ووعد بإجراء تحقيق. إن إعلانه عن إجراء تحقيقات هو نكتة أخرى من نكاته المنافقة والفارغة لكل جرائمه.

إن الإعلان عن هذه "التوقفات التقنية" هو إهانة أخرى للذكاء نابعة من دعاية الإبادة الجماعية لأن إسرائيل واصلت قصف الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة عمدًا وقتل النازحين داخلها.

شهد الأسبوع الماضي في فلسطين أصعب الساعات وأكثرها دموية خلال الأسابيع القليلة الماضية. فقد امتد القصف الإسرائيلي على شمال القطاع وجنوبه ووسطه مخلفاً نحو 100 قتيل، 42 منهم في العاصمة وحدها. الأمين العام للأمم المتحدة يندد بـ"الفوضى" و"الفوضى العارمة" في القطاع بسبب الاجتياح ويحذر من مجاعة وشيكة في شمال غزة.

وقد نددت الأمم المتحدة بأن عشرة أطفال يعانون كل يوم من بتر أطرافهم نتيجة القصف في غزة. وقد قُتل ما لا يقل عن 20 فلسطينياً على الأقل جراء سقوط صناديق المساعدات بالمظلات، وأصيب آخرون بجروح أو فقدوا أسقف منازلهم التي كانت أصلاً غير مستقرة.

ووفقًا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فقد وقعت أربع هجمات إسرائيلية على الملاجئ منذ فجر الثلاثاء 25 يونيو/حزيران، بالإضافة إلى هدم العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها. وقد أسفرت هذه الهجمات عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية بعد ظهر يوم 25 حزيران/يونيو مركز استقبال نادي الجزيرة، غرب مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل نازح واحد وإصابة آخرين.

لم تخفف الإبادة الجماعية، الإبادة الجماعية، ولو قليلاً من أعمالهم الإجرامية، فقد حوّل الجيش مدرسة تابعة للأمم المتحدة إلى ثكنة عسكرية خلال عملياته في مدينة غزة التي بدأت قبل أشهر، بعد أن قام بتهجير أو قتل من لجأوا إليها.

تصدّر جيش إسرائيل المختل عقليًا عناوين الصحف مرة أخرى في الساعات الأخيرة لقيامه بربط الفلسطيني مجاهد عزمي بغطاء محرك مركبة عسكرية مدرعة لاستخدامه كدرع بشري خلال غارة في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت عائلة مجاهد عزمي إنه طلب سيارة إسعاف وانتهى به الأمر محمولاً على غطاء محرك السيارة لمدة خمس عشرة دقيقة تقريبًا. وقد "أدان" الجيش الإسرائيلي الحادث وقال إنه سيحقق في الحادث، لكنني أراهن على عضو حيوي أننا لن نعرف أي شيء آخر عن الحادث.

ومع عدد "التحقيقات" التي أعلنوا عنها بالفعل في الجرائم التي ارتكبوها، وما زالوا يرتكبونها، ستبدو محاكمات نورمبرج وكأنها حكاية من الحكايات.

كل هذا مجرد قطرة في محيط انتهاكات حقوق الإنسان اليومية المعروفة لأن هناك من هو على استعداد للمخاطرة بحياته لتوثيقها. فالجنود لم يعودوا يكلفون أنفسهم عناء إخفاء نواياهم في الإبادة الجماعية.

يستند الرسم الكاريكاتوري في أعلى هذا المنشور إلى صورة أحد لصوص جيش الدفاع الإسرائيلي التي تظهر هنا.


Suscríbete por email para recibir las viñetas y los artículos completos y sin publicidad

مقالات ذات صلة

GB QUERY LOOP BLOCK VERSION 1